كثيرون على خلاف مع نجومية تامر حسني و إن كان أحياناً يستفزّ الجمهور والصحافة وحتى بعض زملائه بمدى ثقته بنجوميته، إلاّ أنه لا خلاف على أنه (نجم) وشاطر أيضاً فقد سبق كل من زاحمه على النجومية او ظهر معه و نجح في أن يكون الأكثر جماهيرية أمام أي نجم في عمره وخبرته المتواضعة. ولذلك فمن يعرف تامر حسني يعرف جيداً أنه (نجم) مثير للجدل ومحيّر في آن ولكن صوته جميل واختياراته موفّقة وهو بدون أدنى شك قريب من قلوب الناس.
وليس هناك أي خلاف حقيقي له أسباب مقنعة بينه وبين أي نجم آخر ويمكن أن نعتبر أن الإدارة المتهورة التي تحيط بتامر هي السبب الأول الذي أوقعه ويوقعه في المشاكل ويجعله يستفز منافسيه من حيث لا يدري... ودائماً ما يرتبط هذا الاستفزاز بمواقف سطحية بعيداً عن اي تلاسن أو تصريحات تفتقد للأدب أو الذوق، وهذا ما يجعلنا نتساءل لماذا تكبر المشاكل التي تخصّ تامر حسني لهذه الدرجة رغم أنها في الحقيقة تنشأ عن مواقف "سخيفة" بلا قيمة، لا تحكمها تلاسنات أو تطاولات كلامية عبر صفحات المجلات والصحف كما يحصل مع آخرين..
وهذا ما يوصلنا إلى أن جمهور النجوم المنافسين لتامر هو السبب الأساسي في تعظيم المشاكل بهذه الطريقة.. فهو لا يغفل عن أي موقف تافه يصدر من تامر حتى يهاجمه ويستفزّ محبيّه الكثر الذين لا يسكتون بدورهم فيسجّلون مواقفاً معارضة ، فتشهد الوسائل الإعلامية حرباً جديدة مستعرة ،كل يوم تامر طرف أساسي فيها، رغم جهله غالباً بهذه المواضيع وعدم تسجيله أي موقف حولها.
جمهور عمرو دياب مثلاً رفض أن يأتي نجم شاب جديد موهوب فينافس فنانهم على عرش الصف الأول في مصر والدول العربية وهذا ما جعلهم يقاطعون تامر وفي حال حرب مستمرة معه ومع جمهوره، مطالبين دوماً بإسقاطه من قائمة الفنانين. بينما لو نظرنا للموضوع بتعقّل لوجدنا نجماً شاباً حديث العهد بالفن، لديه قدوة متمثلة في نجم آخر مخضرم، يريد أن يشبهه في حجم نجوميته، لذلك هو يسعى للأمر بكل الطرق دون أي تطاولات مخجلة، ولكن بالقليل من التجاوزات التي لا تنمّ سوى عن تهور وقلة خبرة ، وهو الأمر الذي يعتبر سطحياً جداً لا يستحق كل هذه الضجة خاصة و أننا نتحدث عن نجمين موهوبين بدرجة كبيرة، أحدهما سبق الآخر، فصوّر له النجومية التي يحلم بها ليأتي الآخر من بعده طامحاً دون أي تراجع.
في المقابل هناك سبب آخر لكل ذاك الضوء المسلّط على تامر والذي لا يتهاون في تسجيل أي هفوة عابرة دون المطالبة بمحاسبته عليها، هذا السبب هو الغيرة الفنية التي تلاحقه منذ ظهوره و نقصد طبعاً غيرة بعض زملائه الشباب وانتقادهم الدائم له و كأنهم وعلى غفلة، تحولوا من فنانين شباب مبتدئين إلى نقّاد مهمّين يتحدثون بثقة عبر البرامج أو من خلال اللقاءات الصحفية فيقيمونه ويقيموا أسلوبه و طريقته في التعاطي مع نجوميته، والأدهى في الأمر، أنهم يقيّمون أعماله و يصنفونها على الملأ.. ولا يسعنا أن نجد أي سبب آخر لتلك التصرفات سوى الغيرة الفنيّة ولا شيء غيرها لأن تلك هي الحقيقة مهما حاولوا إنكارها.
ولقد كشفت الفترة الأخيرة أي منذ العام 2010 تقريباً عن منافس تامر الأكثر غيرة منه ، وطبعاً أصبحنا كلنا نعرف أنه الفنان الشاب خالد سليم، الذي لا يتوانى عن انتقاد تامر علناً واتهامه بخدش الذوق العام و انتهاك الآداب في أفلامه و كلمات أغانيه التي يعتبرها مليئة بالإيحات..
ورغم ما يستمر في قوله عن تامر مرة بعد مرة بهذه الطريقة، إلا أنه يصرّ في آخر حديثه ويحرص على أن يؤكد مدى قوة العلاقة بينه وبين تامر و الصداقة الشديدة التي تجمعهما، وهذا التناقض لا يدل سوى على غيرة عمياء تُترجم في تصريحات غير مدروسة، يعقبها خوف من هجوم جمهور تامر العريض فتأتي الصداقة كدرع واقٍ من ذلك.
في آخر إطلالات خالد سليم عبر مجلة "لها" الصادرة هذا الأسبوع قال : "إنه لا يمكن أن يصطحب خطيبته معه لمشاهدة أفلام تامر حسني لما تسببه له من حرج!! وأشار سليم -في الوقت ذاته- إلى أنه لا يحترم أسلوب تامر في الغناء، لما يحمله من إيحاءات جنسية، رافضا التعليق على جمال صوته، مكتفيا بالقول: "لن أعلق لأنه زميل!!"
وتابع قائلاً: " لم أهاجم تامر حسني، بالعكس أنا عّبرت عن رأيي في فنه، أنا أحب ألحانه، لكني لا أحترم أسلوبه في الغناء، فلا يمكن أن يقول كلمات تحمل إيحاءات جنسية بعيدة عن العادات والتقاليد ولا نتقبلها نحن كعرب" وتابع :" صوت تامر لا يمكن أن أعلّق عليه لأنه زميل، لكنه أحيانا يتبع أسلوبا خارج التقاليد، فأنا أخجل أن أدخل مع خطيبتي لمشاهدة أفلامه، وأنا هنا لا أعيب فيه أو أهاجمه"
ومن ثم وفي سياق الحديث ومن بين الكلمات لمّح إلى أن ألقاب تامر زائفة وجوائزه ليست مهمة قائلاً :" لا يمكن أن يطلق الفنان لقباً على نفسه، أو يجعل أصدقاءه يطلقون لقبا عليه، فهذا مخالف للحقيقة تماما, ولا تهمني الجوائز، فجائزتي الحقيقية هي حب جمهوري، وإذا صورتم ما يحدث معي في الشارع من حب الناس ستتأكدون أن الناس هم جائزتي".
للأسف نجومنا الشباب يهدرون وقتهم مؤخراً في التهجم غير الأخلاقي على بعضهم البعض، ومن بعد النجمة شيرين عبد الوهاب المتمرسة في انتقاد غيرها وتقييم زملائها الفنانين على أساس نجهله جميعاً ، ها هو خالد سليم يقلّدها بكل ثقة ، وليس وحده من يقوم مؤخراً بذلك، فهناك الكثيرين ممن دفعتهم النجومية إلى حب التطاول والالغاء واستفزاز الجمهور وعدم احترام نجومية "الآخر" والأفضل لو انشغل كل في نفسه وفي تقديم فن راقي جميل بدلاً من أن يتلّهوا في التلاسن وتجهيز المكائد وصيد الهفوات والغيرة العمياء التي لم تحقق لهم سوى التراجع يوماً بعد يوم.